أخر الاخبار

كيف غيرت البرمجة المرئية قواعد لعبة تطوير التطبيقات

كيف غيرت البرمجة المرئية قواعد لعبة تطوير التطبيقات

كيف غيرت البرمجة المرئية قواعد لعبة تطوير التطبيقات 

البرمجة المرئية هي أحد أحدث أساليب البرمجة التي ظهرت مع انتشار أدوات برمجية جديدة تتيح إنشاء تطبيقات دون كتابة شيفرة. وتميزت عن الطرق التقليدية للبرمجة بسهولة إنشاء تطبيقات معقدة عن طريق رسم تدفقات العمل واستخدام مكونات برمجية.

ستشرح هذه المقالة ماهية البرمجة المرئية وكيفية عملها، وأنواعها وأدواتها، مع التطرق لمزاياها وعيوبها. كما سيتم شرح إنشاء تطبيق باستخدام أحد أدواتها وعرض أمثلة عملية. هذا بالإضافة إلى تناول رؤى حول مستقبل البرمجة المرئية.

تعريف البرمجة المرئية

يشير مصطلح البرمجة المرئية إلى أسلوب برمجي جديد يعتمد على استخدام واجهات برمجية بصرية تتيح للمبرمجين إنشاء التطبيقات دون الحاجة لكتابة أي شيفرة أو لغة برمجة. وتعتبر هذه البرمجة بديلاً عن الطرق التقليدية المعتمدة على الكتابة النصية للشيفرة. حيث تتميز الواجهات البصرية المستخدمة بأنها تقدم مجموعات من العناصر والمكونات البرمجية الجاهزة التي يمكن استخدامها لبناء التطبيقات عن طريق السحب والإفلات.

وتعتمد البرمجة المرئية بشكل أساسي على مبدأ تقنية "السحب والإفلات" حيث تقوم الواجهات البرمجية المرئية بتزويد المطورين والمهندسين بمجموعات متنوعة من العناصر البرمجية مثل الأزرار والقوائم والصور والنصوص وغيرها. حيث يتمكن المبرمج من اختيار هذه العناصر وسحبها إلى حقل التصميم ثم ربطها مع بعضها لتحديد تدفق العمل وخوارزميات البرنامج. وبهذه الطريقة يمكن إنشاء التطبيق دون الحاجة لكتابة أي تعليمات برمجية.

تاريخ البرمجة المرئية

يرجع تاريخ ظهور أولى أدوات البرمجة المرئية إلى أواخر الستينيات من القرن الماضي عندما قامت شركة مايكروسوفت بإصدار لغة برمجة فيجوال بيزك المبسطة، والتي اعتبرت أول لغة برمجة مرئية تمكن غير المبرمجين من تصميم تطبيقات جرافيكية بسيطة.

وفي منتصف الثمانينيات أصبح برنامج ديلوبي الذي طورته شركة ديلوبي بداية العصر الذهبي للبرمجة المرئية، حيث قدم واجهة برمجية متقدمة تحتوي على عدد كبير من المكونات الجاهزة. كما شهدت أوائل التسعينيات ظهور أولى برامج البرمجة المرئية لأجهزة الكمبيوتر الشخصية مثل فيزو بيسك للحواسيب الشخصية.

وحالياً أصبح لدى المبرمجين ومطوري التطبيقات خيارات متنوعة من أدوات البرمجة المرئية التي تغطي مجموعة واسعة من المجالات، مثل فيجوال ستوديو للبرمجة العامة، وسكراتش للبرمجة التعليمية، وانيميشن التصميم، بالإضافة لتطبيقات خاصة بالأنظمة المضمنة والهواتف الذكية وغيرها.

كيف تعمل البرمجة المرئية؟

تعتمد البرمجة المرئية أساسًا على مبدأ "السحب والإفلات"، حيث تقدم واجهات البرمجة المرئية مجموعات متنوعة من العناصر البرمجية الجاهزة مثل الأزرار والقوائم والصور ومسارات العمل وأشرطة الأدوات وغيرها.

حيث يقوم المبرمج أولاً باختيار العناصر التي يريد استخدامها في التطبيق، ثم يقوم بسحبها وإفلاتها إلى حقل التصميم الخاص بالمشروع. ويتمكن من ترتيب هذه العناصر وتحريكها وتغيير خصائصها. وأخيرًا يقوم بربط هذه العناصر مع بعضها البعض عن طريق رسم خطوط توضح تدفق عمل البرنامج وتسلسله.

كما تتيح البرمجة المرئية للمبرمج إضافة قواعد بيانات ووظائف وخوارزميات برمجية معقدة دون الحاجة لكتابة شيفرة، من خلال مكتبات برمجية متكاملة توفرها معظم أدوات البرمجة المرئية. وبذلك يمكن إنشاء تطبيقات بسيطة أو معقدة دون تعلم لغات البرمجة التقليدية.

أنواع البرمجة المرئية

هناك العديد من أنواع البرمجة المرئية وفقًا للتطبيقات والأنظمة والأجهزة المستهدفة، ومن أبرز تقسيماتها:

  1. البرمجة المرئية للأجهزة المكتبية: وتشمل برامج مثل فيجوال ستوديو من مايكروسوفت المخصصة لبرمجة تطبيقات الويندوز والويب وقواعد البيانات.
  2. البرمجة المرئية للأجهزة المحمولة: مثل اكسكوديو لبرمجة تطبيقات أندرويد وآي أو إس. كما توجد أدوات أخرى لأجهزة أخرى مثل رازبيري باي.
  3. البرمجة المرئية للأنظمة المدمجة: مثل لابفيو لبرمجة أنظمة أردوينو وراسبيري باي. كما تستخدم لغات مثل جنو سو في هذا المجال.
  4. البرمجة المرئية للإنترنت: مثل ببليك أند هيروكو لتطوير تطبيقات ومواقع ويب مرنة.

كما تشمل أنواع أخرى مثل البرمجة المرئية للألعاب والتعليمية مثل سكراتش وكود ورغرايند. 

أهم أدوات البرمجة المرئية

هناك عدد كبير من أدوات البرمجة المرئية الشائعة والمستخدمة على نطاق واسع، ومن أبرزها:

  • فيجوال ستوديو: واحدة من أقوى وأشهر أدوات البرمجة المرئية المتعددة المنصات تصدرها مايكروسوفت لبناء تطبيقات ويندوز وويب وألعاب. تتميز بواجهة برمجة قوية ودعم كبير.
  • سكراتش: من إنتاج مؤسسة ميت ميديا لاب، وهي أداة رائدة في مجال البرمجة البصرية للتعليم، حيث تساعد على تعلم البرمجة من خلال اللعب.
  • أنيميشن: أداة متخصصة في إنتاج الأفلام والرسوم المتحركة بالبرمجة المرئية، وتستخدمها العديد من الشركات العالمية لإنتاج محتوياتها.
  • إكسكوديو: من الأدوات الرائدة في مجال تطوير تطبيقات أندرويد وآي أو إس، حيث يمكن من خلالها إنشاء تطبيقات عبر الهواتف الذكية.

كما تشمل أدوات أخرى مثل لابفيو لبرمجة الأنظمة المدمجة، وأدوبي فلاش للعمل على الملفات الرقمية.

مزايا البرمجة المرئية

تتمتع البرمجة المرئية بالعديد من المزايا جعلتها شعبية بين المبرمجين، ومن أهمها:

  1. السهولة والبساطة: حيث لا حاجة لتعلم لغات برمجة معقدة، ويمكن لغير المختصين تصميم تطبيقات بسيطة.
  2. الإنتاجية العالية: فهي توفر مكونات برمجية جاهزة تسرع عملية التطوير.
  3. سهولة التعديل والتغيير: حيث يمكن تغيير تصميم وسلوك التطبيق بكل سهولة دون كتابة كود برمجي معقد.
  4. التوثيق المصاحب: فمعظم الأدوات توفر وسائل لتوثيق عملية التطوير بشكل سهل.
  5. التكلفة المالية المنخفضة: حيث تتوفر العديد من الأدوات برخص مجانية أو بتكلفة اشتراك سنوي منخفضة.

كما تساعد البرمجة المرئية على تسهيل عملية التواصل بين فريق التطوير والعملاء من خلال سهولة فهم تصميم وسلوك التطبيق.

أهم الاعتبارات في اختيار أداة البرمجة المرئية

هناك عدة عوامل يجب مراعاتها عند اختيار أداة البرمجة المرئية المناسبة لأي مشروع، من أهمها:

  • المنصة المستهدفة: ما إذا كانت تطبيقات سطح المكتب أو موبايل أو ويب أو غيرها.
  • مهارات وخبرة الفريق: هل هم متخصصون أم غير متخصصين في البرمجة.
  • متطلبات التطبيق: ما هي الوظائف والسمات المطلوبة.
  • التكلفة: هل الأداة مجانية أم مدفوعة الأجر.
  • دعم المجتمع: حجم المجتمع الداعم وموارد التعلم المتاحة.
  • الأداء والسرعة: أداء التطبيقات المطورة بهذه الأداة.

كما يجب أيضاً النظر في سمعة وشهرة الأداة واستخداماتها الحالية في السوق، واستمراريتها وتطورها مستقبلاً.

مستقبل البرمجة المرئية

تشهد مجالات البرمجة المرئية نمواً متسارعاً، حيث تسعى العديد من شركات التكنولوجيا لتطوير أدوات أكثر قوة وسهولة استخداماً.

ومن المتوقع أن يشهد المستقبل القريب ظهور أدوات جديدة مدمجة مع مزايا الذكاء الاصطناعي، حيث ستقوم بمساعدة المبرمجين وتوليد شفرات الكود تلقائياً.

كما ستتطور أدوات البرمجة لدعم الواقع المعزز والواقع الافتراضي، نظراً لانتشار هذه التقنيات الحديثة.

ستواصل البرمجة المرئية الاتساع لتشمل مجالات أوسع مثل الروبوتات، وإنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، مما سيزيد من تطبيقاتها.

ومع توفر أدوات أكثر قوة وبساطة، من المتوقع أن يزداد عدد المشاريع والتطبيقات المطورة بالبرمجة المرئية في الأعوام المقبلة.

أسئلة شائعة عن البرمجة المرئية

السؤال 1: هل البرمجة المرئية سهلة للجميع؟

الإجابة: نوعا ما. فالبرمجة المرئية أسهل من لغات البرمجة التقليدية، حيث لا حاجة لتعلم سناتاكس معقد. لكن تطوير تطبيقات كاملة الوظائف لا يزال يتطلب مهارات برمجية. ولكنها مناسبة لتعلم البرمجة بسهولة.

السؤال 2: هل البرمجة المرئية أبطأ من لغات البرمجة الأخرى؟

الإجابة: لا. فمعظم أدوات البرمجة المرئية حديثة تماما وتولد شفرة برمجية فعالة لا تقل كفاءة عن لغات البرمجة التقليدية.

السؤال 3: هل البرمجة المرئية مجرد برمجة تصميم سطح المكتب؟

الإجابة: لا. فهي تستخدم لتطوير تطبيقات هواتف ذكية وويب وألعاب فيديو وأكثر من ذلك.

السؤال 4: هل أدوات البرمجة المرئية مجانية دائمًا؟

الإجابة: لا. فبينما تتوفر العديد من الأدوات مجانًا، إلا أن أدوات كبرى مثل فيجوال ستوديو تتطلب رسومًا. كما أن بعض الأدوات تتوفر بنسخ مجانية محدودة الوظائف.

السؤال 5: هل ستحل البرمجة المرئية محل لغات البرمجة؟

الإجابة: من غير المرجح حدوث ذلك. فكلا النوعين لهما مجالاتهما ومزاياهما، وستظل لغات البرمجة ضرورية لبعض التطبيقات مثل تطوير نواة الأنظمة وقواعد البيانات. لكن البرمجة المرئية ستستمر في الانتشار لتسهيل عملية التطوير.

الخلاصة

يمكن القول أن البرمجة المرئية قد أثبتت نجاحها وفاعليتها في تسهيل عملية تطوير التطبيقات، حيث توفر بيئة عمل سهلة الاستخدام دون الحاجة لمهارات برمجية متقدمة.

كما ساعدت على انتشار البرمجة وتعلمها بين أوساط أكبر من مطوري التطبيقات. ولا تزال تستمر في التطور والابتكار من خلال دمج تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي.

ومع توفر أدوات قوية ومتخصصة لكل مجال تطبيقي، ستظل البرمجة المرئية وسيلة مهمة وفعالة لتسهيل عملية التطوير في المستقبل القريب.

وفي الختام، نود التأكيد على أهمية دور هذه التقنية في تمكين المزيد من المبرمجين من خلال توفير بيئة عمل سهلة، بالإضافة لفوائدها الكبيرة في تسريع عمليات التطوير ورفع الإنتاجية.

ماجد محمد علي التام
بواسطة : ماجد محمد علي التام
كاتب صحفي متميز ومحاسب ماهر، لديّ خبرة واسعة في العديد من المواقع الإلكترونية والطابعات الرائدة، حيث قمت بتطوير وتحرير محتوى ذكي وجذاب في مجالات متنوعة. ملتزم بالابتكار والتميز، وأعمل بشغف للحفاظ على جودة وتميز المحتوى الذي أقدمه، مهتم بالأخبار والأحداث الجارية، دائماً على اطلاع بكل جديد في مجالات السياسة والاقتصاد والرياضة والثقافة. بالإضافة لعملي ككاتب صحفي، محاسب متفانٍ وذو خبرة واسعة في مجال المالية والمحاسبة، قمت بإعداد التقارير المالية وتحليل الأرقام بدقة واحترافية. أؤمن بأهمية الاطلاع على كل جديد، فأعتبر العلم والمعرفة قوتي الدافعة، أهوى الكتابة في البحث العلمي والكشف عن أسرار العالم من حولي، أسعى جاهداً لتبسيط المفاهيم العلمية ونشر المعرفة القيمة للجميع.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-